تعتبر كرة القدم الحديثة من أكثر الرياضات الشعبية التي تعتمد على عناصر متعددة لتحقيق النجاح. ومن أبرز هذه العناصر الإعلام الرياضي، الذي يلعب دورًا كبيرًا في إبراز اللاعبين والمساهمة في حصولهم على جوائز كبرى مثل الكرة الذهبية الإفريقية. الفرق بين الإعلام المغربي والمصري في دعم لاعبيهم للفوز بهذه الجائزة يظهر بشكل واضح عندما ننظر إلى الحالتين الراهنة للاعبين مثل إبراهيم دياز وسفيان رحيمي.
الإعلام المصري ودعمه للاعبين
إذا كان إبراهيم دياز مصريًا، فالإعلام المصري سيقوم بدور أساسي في الترويج له. سيكون هناك حملة إعلامية مكثفة تهدف إلى تسليط الضوء على إنجازاته مع ناديه، ريال مدريد، حيث ساهم في فوز الفريق بثلاثية تاريخية تشمل الدوري الإسباني، كأس السوبر الإسباني، ودوري أبطال أوروبا. الأهداف التي سجلها والمستوى الفني الذي قدمه، خصوصًا في دوري أبطال أوروبا، كانت ستعتبر مادة دسمة للإعلام المصري. الإعلام المصري مشهور بتضخيم إنجازات لاعبيه والدفاع عنهم في الساحات الدولية، ودياز لن يكون استثناءً.
المشهد الإعلامي المصري مليء بالبرامج الرياضية التي لا تفوت فرصة للحديث عن أي لاعب يحقق إنجازات، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. من هنا، يمكننا أن نتخيل كيف سيكون الحال إذا سجل إبراهيم دياز هدفًا مهمًا في إحدى البطولات الكبرى بقميص المنتخب المصري. سيكون هناك "تطبيل" إعلامي لا مثيل له، وتغطية شاملة تستمر لأيام وحتى أسابيع، تجعل من هذا الإنجاز حديث الساعة في الصحف، القنوات التلفزيونية، ووسائل التواصل الاجتماعي. لن يتردد الإعلام المصري في دعم إبراهيم دياز للفوز بالكرة الذهبية الإفريقية، وسيضغط بقوة على الاتحادات والهيئات المعنية بهذا الشأن.
الإعلام المغربي وأثره المحدود
في المقابل، يظل الإعلام المغربي أكثر هدوءًا وتحفظًا في دعم لاعبيه، حتى وإن كانوا يقدمون مستويات مبهرة على الساحة الدولية. سفيان رحيمي، على سبيل المثال، قدم موسمًا رائعًا حيث ساهم بشكل كبير في فوز فريقه بلقب دوري أبطال آسيا، وكان هداف البطولة بالإضافة إلى تألقه في أولمبياد باريس وتحقيقه ميدالية برونزية مع المنتخب المغربي. ولكن على الرغم من هذه الإنجازات الكبيرة، يظل الإعلام المغربي غير متفاعل بالشكل الكافي لدعمه كمرشح قوي للفوز بالكرة الذهبية الإفريقية.
الإعلام المغربي يعتمد بشكل أكبر على التحليل الفني والنقد البناء، ولكنه يفتقر إلى الحماس والاندفاع الذي نراه في الإعلام المصري. قلة التغطية والضغط الإعلامي قد يكون أحد الأسباب التي تجعل اللاعبين المغاربة أقل حصولًا على التقدير الدولي مقارنة بنظرائهم المصريين. رحيمي يستحق التقدير والدعم من قبل الإعلام المغربي، فهو يمثل واحدة من أبرز المواهب المغربية الصاعدة، ولكن الإعلام لا يظهر نفس الحماسة التي قد نراها في بلدان أخرى، ما قد يؤثر على فرصه في الفوز بالجائزة.
الكرة الذهبية الإفريقية: بين الحظوظ والضغوط الإعلامية
الجائزة هذا الموسم تبدو محصورة بين ثلاثة لاعبين، وهم سفيان رحيمي، إبراهيم دياز، والنيجيري لوكمان الذي توج بلقب الدوري الأوروبي وكان رجل المباراة النهائية. إنجازات هؤلاء اللاعبين لا يمكن إنكارها، ولكن الدور الإعلامي في تلميع صورتهم قد يكون هو العامل الحاسم في فوز أحدهم بالجائزة.
في مصر، لن يترك الإعلام المحلي والدولي أي فرصة لتجاهل إنجازات لاعب مثل إبراهيم دياز، وسيكون هناك ضغط إعلامي متواصل من أجل ضمان أن يتم الاعتراف بمساهماته في تحقيق البطولات الكبرى مع ريال مدريد. الفوز بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، إلى جانب دوره المؤثر في الفريق، سيُستغل بشكل كامل للترويج له كمرشح رئيسي للفوز بالكرة الذهبية الإفريقية.
وفي الوقت نفسه، يظل رحيمي بحاجة إلى دعم إعلامي أكبر على الصعيد المحلي والدولي. رغم تألقه الكبير مع فريقه، إلا أن الضغط الإعلامي المغربي لا يصل إلى نفس المستوى الذي نشهده في مصر. وللأسف، هذا قد يقلل من فرصه في الفوز بالجائزة، على الرغم من تحقيقه لإنجازات فردية وجماعية كبيرة.
مقارنة بين الإنجازات الإعلامية
لو كان سفيان رحيمي أو إبراهيم دياز يلعبان في مصر، لتغير المشهد الإعلامي بشكل كبير. الإعلام المصري معروف بدوره الكبير في دعم لاعبيه حتى يصلوا إلى الجوائز الكبرى، وهذا ما حدث مع لاعبين مصريين سابقين مثل محمد صلاح، الذي لولا الضغط الإعلامي الكبير لما حقق هذه الشعبية الهائلة على مستوى العالم.
على الجانب الآخر، الإعلام المغربي يتسم بالمهنية والاحترافية، لكنه يفتقر إلى الحماسة الجماهيرية التي نراها في مصر. لا يوجد نفس الزخم الإعلامي الذي يدفع باللاعبين نحو القمة ويجعلهم مرشحين بارزين للفوز بالجوائز الكبرى مثل الكرة الذهبية الإفريقية.
الخلاصة: الحاجة إلى إعلام رياضي قوي
في النهاية، يمكن القول إن كرة القدم الحديثة لا تعتمد فقط على الأداء على أرض الملعب، بل تلعب العوامل الخارجية دورًا كبيرًا في تحديد مصير اللاعبين. الإعلام الرياضي يعد من بين هذه العوامل المؤثرة، حيث يمكن أن يكون الفارق بين فوز لاعب بالكرة الذهبية الإفريقية أو خروجه من سباق الترشيحات.
بينما يظل الإعلام المصري متفوقًا في دعم لاعبيه بكل الوسائل المتاحة، يحتاج الإعلام المغربي إلى أن يكون أكثر نشاطًا واندفاعًا في هذا المجال. سفيان رحيمي وإبراهيم دياز كلاهما يملكان الحظوظ للفوز بالكرة الذهبية الإفريقية، ولكن الإعلام قد يكون العامل الحاسم في تحديد الفائز النهائي.
هذا التباين في التعامل الإعلامي يجعلنا ندرك أهمية الإعلام في تحقيق النجاح الرياضي، حيث يمكن للإعلام أن يصنع الفارق بين مجرد مشاركة عادية وفوز بجائزة كبيرة مثل الكرة الذهبية الإفريقية.